[QUOTE=إشراقة الأمل;710864][SIZE="6"]العبر في بعض قصار الصور
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل العلم ضياء و القران نورا، و رفع الذين أوتوا العلم درجات علية، و كان ذلك في الكتاب مسطورا ، و جعل العلماء ورثة الأنبياء ،و كفى بربك هاديا و نصيرا، نحمده تعالى حمدا كثيرا ، و نشكره عز و جل ،
[SIZE="6"]وهو القائل: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (الإنسان:3)
[/SIZE] و[SIZE="6"] أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له،
[/SIZE][SIZE="6"]كما(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران:18
[/SIZE]) [SIZE="6"]و أشهد أن سيدنا محمدا عبده و رسوله المرشد الحكيم، و المعلم العظيم ، بشر به المسيح و الكليم، و أستجيبت به دعوة إبراهيم
[/SIZE][SIZE="6"]: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (البقرة:129)
[/SIZE] [SIZE="6"]اللهم صل و سلم على سيدنا محمد المبعوث رحمة و منة، بخير كتاب و أفضل سنة، و القائل: ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)) صلى الله و سلم عليه و على اله و صحبه القائمين بالحق و الدعاة إليه بالألسنة و الأسنة ،و على التابعين لهم بإحسان في التعلم و التعليم، أما بعد:
[/SIZE]
[SIZE="6"]فهذا من كتاب: (( العبر في بعض قصار السور)) ، تناولت فيه بعضا من سور الجزء الثلاثين ، جز(( عم)) ، تناولا أدبيا موافقا لما عليه المفسرون من أهل السنة و الجماعة ، مجليا فيه عن بعض معاني هذا الكتاب الخالد، الذي شرفت الأمة بحمله ، و لن تفلح يوما بدونه، سائلا الرب تعالى أن يقبله مني قبولا حسنا ، و أن يعفو عن خطئي و تقصيري ، وهو سبحانه أكرم مسؤول و أجل مأمول، و صلى الله و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و أصحابه أجمعين، و الحمد لله رب العالمي.[/SIZE]
[SIZE="6"]سورة الضحى [/SIZE]
[SIZE="6"]بسم الله الرحمن الرحيم
[/SIZE]()[SIZE="6"]وَالضُّحَى
[/SIZE]) [SIZE="6"][COLOR="DarkRed"]"](الضحى:1) هذا قسم من الله تعالي بالضحى و صفائه ، وحسنه و بهائه ، و روعته في سمائه، و جماله و استوائه.[/SIZE]
[SIZE="6"](وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى)[/SIZE]
[SIZE="6"](الضحى:2) إذا أرخى سدوله و أستاره، و أخفى نوامه و سماره، إذا أطبق جناحيه على العالم، و غطى بجلبابه كل يقظان و نائم، إذا زحف بظلامه الكثيف، و أقبل بشخصه المنيف.
[/SIZE]( )[SIZE="6"]مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى)
[/SIZE]([COLOR="Navy"][SIZE="6"]الضحى:3) ما أبعدك بعد ما أدناك، و ما كرهك بعد ما أحبك و اصطفاك ، و ما هجرك بعد ما اختارك و اجتباك، فأنت إلينا حبيب ، و نحن منك قريب، خصصناك بالخلة، و غفرنا لك الزلة ، و نصرناك بعد الهزيمة، و أغنيناك بعد العيلة و القلة.
[/SIZE]"][SIZE="6"]](وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) (الضحى:5)
[/SIZE] [SIZE="6"]و الله، لنكر من مثواك، و تالله، لنرفعن في الجنة مأواك، و نخصك بالوسيلة، و نتحفك بالدرجة *[/SIZE]
[SIZE="6"](ألم يجدك يتيما فَآوَى) (الضحى:6)
[/SIZE] [SIZE="6"]أما فقدت الأبوة و الأمومة ، و لم تجد الخؤولة و العمومة ، فاويناك في كنف الحنان ، و أدخلناك في ولاية الرحمن، لاحظناك بالرعاية، و حميناك بالولاية، حتى صرت للعالمين آية، اويناك إلى ركن لا يرام، و الى كنف لا يضام.
[/SIZE] ([SIZE="6"]وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى) (الضحى7)
[/SIZE] [COLOR="Navy"][SIZE="6"]كنت في الحيرة العمياء ، لا سنة و لا كتاب ، و لا هدى و لا صواب، فهديناك صراطا مستقيما، و ألهمناك دينا قويما، و أوحينا إليك ذكرا حكيما، و جعلناك للعالمين إماما كريما. فالهدى ما جئت به، و الحق ما أنت عليه، و الصواب ما قصدت إليه، الخير فيك، و اليمن معك، و البركة لك
[/SIZE]"][SIZE="6"]].( وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى) (الضحى: [/SIZE] [SIZE="6"]كنت من المال فقيرا، و عشت للجوع أسيرا، وولدت مع اليتم كسيرا، فرزقناك و حبوناك، حتى صرت تعطى عطاء من لا يخشى الفقر، و توزع الغنائم على البدو و الحضر، فصرت أجود بالخير من الريح المرسلة، و أصبحت بالبر من الغيوث المنزولة.
[/SIZE] [SIZE="6"](فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) (الضحى:9)
[/SIZE] [SIZE="6"]كما كنت يتيما فأرحم الأيتام ، فأنت نبي الرحمة من الملك العلام، لا تكسر قلب اليتيم ، و كن في مكان أبيه الرحيم، أمسح رأسه حنانا، و أمسح دمعته إحسانا ، أشبع جوعته امتنانا، أقل عثرته لطفا و عرفانا، و جئت لرفع الظلم و جبر القلوب المنكسرة، و نصرة المستضعفين في الأرض ، و إغاثة المنكوبين في العالم، و إسعاد المحرومين في الدنيا
[/SIZE]. [SIZE="6"](وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) (الضحى:10)
[/SIZE] [SIZE="6"]لا ترد سؤال الفقير، و لا تكسر خاطر الضعيف الكسير، و لا تخيب المحتاج إذا قصدك، و لا ترفع صوتك على المسكين إذا استنجدك، أحمد ربك على أنك لست مكانه، لأن ربك منحك إحسانه.
[/SIZE]()[SIZE="6"]وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (الضحى:11)
[/SIZE][SIZE="6"]اعترف بالفضل لمن أسداه، و أنسب الجميل لمن هداه، أذع المعروف و لا تكن جحودا ن و أعلن البر لا تكن كنودا، حدث الخليقة بفعل الخالق، و أخبر البرية برزق الرازق، لا تكتم فتحرم، لا تنكر فتظلم، أنشر الثناء للمستحق جل في علاه، و أكثر الحمد لمن هو أهله لا اله إلا إياه، إذا ذكرتنا بالجميل فقد شكرتنا و إذا مدحتنا بالفضل فقد عرفتنا.
[/SIZE]
* * * *
[SIZE="6"]سورة الشرح[/SIZE]
[COLOR="Sienna"][SIZE="6"]بسم الله الرحمن الرحيم
[/SIZE]"][SIZE="6"]](أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) (الشرح:1)
[/SIZE] [COLOR="Navy"][SIZE="6"]أما شرحنا صدرك بالنور، ووسعناه بالرضا و السرور ، و عمرناه بالهدى و الحبور؟ أما أزلنا منه الحزن و الهموم، و أذهبنا منه الضيق و الغموم، و ملأناه بالسكينة و الأمن و العلوم، فامتلأ بحب الحي القيوم، و رضيت بالمقسوم
[/SIZE]؟"][SIZE="6"]](وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ) (الشرح:2)
[/SIZE][COLOR="Navy"][SIZE="6"]غسلناك من الخطايا، و محونا عنك السيئات، و غفرنا لك الذنوب، و طهرناك تطهيرا، و غفرنا لك ذنبك، ما تقدم و ما تأخر، فعمدك و خطؤك مغفور، و عيبك مستور، و سعيك مبرور، و عملك مشكور، و كدك مأجور.
[/SIZE]"][SIZE="6"]](الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) (الشرح:3)
[/SIZE] [SIZE="6"]أهمك حتى كاد يقصم ظهرك، و أغماك حتى أوشك أن يوهن جسمك ، فلما أزلنا عنك وزرك، أسترحت و سررت، و فرحت، فعشت قرير العين، هادي البال، مطمئن النفس، ساكن الفؤاد، منشرح الصدر، مشرق الوجه، عامر الروح.
[/SIZE] [SIZE="6"](وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) (الشرح:4)
[/SIZE] [SIZE="6"]تذكر على المنائر، و تمدح معنا على المنابر، و تسطر معنا بالمحابر في الدفاتر، صيرنا ذكرك في المشرقين و المغربين، و نشرنا الثناء عليك في الخافقين، و بثثنا حبك في الثقلين. يذكرك معنا من دخل الإسلام، و من صلى و صام و طاف بالبيت الحرام. أسمك في لسان كل واحد ، و في فم كل متشهد و في كل روضة و مسجد، يبدأ بالصلاة و السلام عليك في أول الكلام، و في بداية كل طاعة، و الختام من صلى عليك عشرا كتبنا له أجرا، و محونا عنه وزرا.(
[/SIZE] )[SIZE="6"]فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح:5)
[/SIZE] [SIZE="6"]بعد كل كرب فرج، مع الدمعة بسمة، و مع الحزن سرور، و مع الجوع شبع، و مع الظمأ ري، و مع المرض عافية، و مع الفقر غنى. الليل يعقبه نهار، فجر اليأس يخلفه روح، الشدة يتلوها رخاء، إذا اشتد الحبل انقطع، و إذا ضاق الأمر اتسع ، و إذا وقع المكروه ارتفع.
اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن ليلك بالبلج
العسر عسر واحد و اليسر يسران، و المغيث الملك الديان، و ولي التيسير الرحمن، الذي هو كل يوم في شأن، فسبحان الحنان المنان.
[/SIZE] [SIZE="6"](إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح:6)
[/SIZE] [SIZE="6"]لا تيأس من الروح، لا تقنط من الفتوح، فان بابه مفتوح، و عطاءه ممنوح، و خيره يغدو و يروحن لا تسيء بنا الظن عند الكرب، و ناد: يا رب ير رب، فانا منك على قرب، لا تنقطع بك الآمال، و أكثر من السؤال فقد دعوناك النوال، و تبدل الحال، و كشف الكرب الثقال، لأنك تعامل ذو الجلال. سيهدي الضال، و يعافي المبتلى، و يشفي المريض، و يشبع الجائع، و يروى الظمآن، و يفك الأسير ، و يرتاح المهموم ، لأن مع العسر يسرا. و هذه بشرى لمن عاش الضيق و الضنك، و لابس الكرب، و عصفت به المصائب، و زلزلته النكبات، و أقضت مضجعه الحوادث، و دهمته الخطوب، فليذكر الجميع أن مع العسر يسرا.
[/SIZE] [SIZE="6"](فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) (الشرح:7)
[/SIZE] [SIZE="6"][SIZE="6"]إذا أنهيت أعمالك، و قضيت أشغالك، فاداب في عبادة مولاك، و اجتهد في طاعة خالقك، و منتهى نجواك،فالعبادة طريق السعادة، و الطاعة باب الرضا و الأمن و القناعة. فيا لها من خدمة توجب الرضوان، و يا له من عمل يستنزل رضى الرحمن، و تنال به مرتبة الإحسان.
[/SIZE] [/SIZE]( [SIZE="6"]و إلى ربك فأرغب )(8 الشرح)
[/SIZE] [COLOR="Navy"][SIZE="6"][SIZE="6"][center">وحد المقصود إليه، حقق التوكل عليهن أفرده بالسؤال، أعظم الرغبة إليه في النوال، إذا سألت فلا تسأل غيره، اذا رجوت فلا ترجو سواه. انطرح على عتبات ربوبيته، ألق نفسك على أبواب ألوهيته ، مد يديك إليه، أشك حالك إليه، عفر له جبينك، أخلص له دينك.
إليك و إلا لا تشد الركائب و منك و إلا فالمؤمل خائب
و فيك و إلا فالغرام مضيع و عنك و إلا فالمحدث كاذب
* * *
[/SIZE]*
[SIZE="6"]سورة التين
[/SIZE]
[SIZE="6"] بسم الله الرحمن الرحيم
[/SIZE]
[SIZE="6"](وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) (التين:1)
[/SIZE] [SIZE="6"]قسم بشجرتين عظيمتين عجيبتين، جمعت الغذاء و الدواء، يحفظ ثمرهما من الصيف إلى الشتاء، و هاتان الشجرتان تدلان على عظمة من خلق، و حكمة من أبدع، و قدرة من أنشأ. فتبارك الله رب العالمين، و ما أجمل اسم الشجرتين في فاصلة الآية المنونة، و على جرس المقاطع.
[/SIZE]
[SIZE="6"](وَطُورِ سِينِينَ) (التين:2)
[/SIZE] [SIZE="6"]جبل في سيناء شرفه الله بكلامه لموسى عليه السلام، فصار للجبل بهذا حظوة، و للمكان مكانة، و أصبح له بين الجبال منزلة، لعظمة ما جرى عليه، فأصبح المحل كريما لكرم أهله، و المنزل شريفا لشرف نازله.
[/SIZE] [SIZE="6"](وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) (التين:3)
[/SIZE] [SIZE="6"]هو مكة البلد الحرام، حيث فيه الأمن على النفس من القتل، و على الدم من السفك، و على العرض من الانتهاك، و على المال من السلب، و على الروح من الهم و الغم:
[/SIZE]([SIZE="6"] [SIZE="6"][CENTER]ومن دخله كان أمنا
[/SIZE]) فهذا البلد في أمن الله ن و فين حفظه و صونه و رعايته، يرد عنه كل باغ و يصد عنه كل معتد.